اثنان واثنان يساوي خمسة
2014-02-16
ضمن مشروع "ثقافة الاستهلاك الاعلامي" الذي يقوم مركز "اعلام" بتنفيذه في عدد من المدارس، قامت الطالبة ربى سرحان، من مدرسة محمود درويش الثانوية في يافة الناصرة بكتابة مقال قصير حول انطباعها من الفيلم الايراني "2+2=5".
نذكر، ان مشروع "ثقافة الاستهلاك الاعلامي" ينفذ في اربع مدارس مختلفة وهو عبارة عن ورشات نظرية وعملية في الاعلام لتشجيع ثقافة الاستهلاك النقدي للاعلام من قبل طلاب المدارس، ومن المفترض ان يختتم المشروع في كل واحدة من المدارس الاربع بحملة اعلامية يقوم الطلاب باختيار موضوعها وتنفيذها.
اثنان واثنان يساوي خمسة
ست دقائق كانت كافية لإختصار الواقع المهين الذي نعيشه.. صرخة ضد الديكتاتورية الدينية والسياسية والإجتماعية.
الفيلم الايراني القصير "2+2=5" الذي يتحدث عن سيطرة الحكومات على شعوبها ومحاربة العقول المستنيرة بالقتل واللاوعي. هو من تأليف وانتاج واخراج باباك أنفاري.
كتبه وهو مسددٌ سهام فكره الى صنوف الناس، بما فيها لشديد الأسف عامة الأنظمة العربية. الأنطمة الظلامية الاستبدادية، التي تريد أن تضمن لنفسها البقاء لتواصل عملية نهب خيرات شعوبها من غير أن تحقق لتلك الشعوب أيا من طموحاتها ذات القيمة.
وهذا القمع الفكري جسّده لنا الأستاذ في الفيلم، الذي حاول إقناع الطلاب - الممثلين للشعب- بعملية حسابية خاطئة، بمجرد أنه الاستاذ وهو أعلى منهم مكانة، يجب إطاعته وإحترامه وأي شيء يقوله .. لا غبار عليه.
فهل بالقوّة، القمع والاهانة يستطيع إقناعهم بذلك ؟! نعم ... وأقولها بكل أسف إنصاع ذلك الصف الصغير الذي يضم إثني عشر طالبا فقط ! فما بالك الشعب بأكمله؟
ولكن طالبا ما من ذلك الصف رفض الإنصياع وعارض تلك المعادلة الخاطئة، تمرّد على أوامر الاستاذ ولجأ الى المنطق راجيا من استاذه ان يكون هو الآخر عقلانيا. وهذا التمرد يمثل قلّة قليلة من الشعب.
نسمع صوت إطلاق النار، نرى الدم يلطخ اللوح والطالب ممددا على الأرض، يخرجه من على أرضية الصف ثلاثة طلاب من الشرطة المدرسية وسط صمت موجع، يمسح الاستاذ الدم من على اللوح ويبدأ من جديد وكأن شيئا لم يكن " إثنان وإثنان يساوي خمسة" ويدون الطلاب ذلك في دفاترهم، وهنا يسلط الضوء على دفتر أحد الطلاب الذي لم يقتنع بتلك المعادلة، فيعتمد الصواب بصمت ويكتب الجواب أربعة بدلا من خمسة.
ان هذه اللقطة توحي بحسن الحظ ، اذ لا يزال الأمل موجودا بالرغم من القتل والقمع، والاستبداد والارهاب.
أنظروا حولكم، انظروا الى حال الشعوب العربية، انظروا الى تلك الانظمة الاستبدادية التي تسوق العامة كالقطيع دون تفكير ووعي للايمان بمعتقدات خاطئة بحجة حماية الشعب والوطن والمبطنه بمصالح شخصية ضيقة.
الا تحتاج هذه الانظمة الى غسل عقول وأدمغة علّها تفكر بطريقة سليمة.
نحن نجد صعوبة كبيرة بتغيير أفكار كثيرة بالية، ومع ذلك علينا أن نستمر في المحاولة، فإما ان تكون لنا عقولا لا تقبل أن نخدع بكل ما تسمع وترى، وإما ان نكون ممن اقتنعوا بأن : " إثنان وإثنان يساوي خمسة"