إعلام ينظم ندوة ثورات العالم العربي
2011-06-30
د. نجاة أبو بكر: ثورات العالم العربي أكدت أن القضية الفلسطينية قضية أممية
د. جمال زحالقة: العالم العربي تبنى خطاب التجمع الذي "طُبخ" في الناصرة: دولة كل مواطنيها
د. ثائر أبو صالح: ثورات العالم العربي نجحت في الأنظمة الثورية الجمهورية لفقدانها المصداقية
الصحافي عطا ناصر: الإعلام يهوّل وغير دقيق بوصفه لثورات العالم العربي
في إطار منتدى "قضية الشهر"، نظم مركز "إعلام" أمس، الثلاثاء، ندوة تناول من خلالها مسألة "الثورات في العالم العربيّ وتحديات التحوّل الديمقراطي". وقد شارك في الندوة كل من النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني والباحثة في علم الاجتماع السياسي د. نجاة أبو بكر؛ عضو الكنيست عن التجمع الوطني الديمقراطي د. جمال زحالقة؛ الخبير في الشؤون الدوّلية د. ثائر أبو صالح؛ والصحافي عطا ناصر المنتج الرئيسي في تلفزيون “ABC” الأمريكي.
أدار الندوة د. أمل جمّال مدير مركز "إعلام" والمحاضر في موضوع العلوم السياسية، حيث أفتتحها مرحبًا بالحضور وموضحًا الفكرة من وراء إقامة لقاء شهري يقوم مركز "إعلام" من خلاله بطرح قضية تناولها الإعلام بزخم في الآونة الأخيرة. واستذكر بداية حديثه كتاب الباحث الراحل د. نزيه ايوبي "تضخيم الدولة العربية - السياسة والمجتمع في الشرق الأوسط" والذي تحدث عن العنف في الدول العربية، مشيرًا على أنها – أي الدول - ضعيفة جدًا ولهذا السبب تستعمل العنف، متوقعًا لها الانهيار عاجلا أم آجلا.
في المداخلة الأولى تحدثت د. نجاة أبو بكر حيث عبرت عن سعادتها في الوصول إلى الناصرة من رام الله، مؤكدة على أنها تثمّن الزيارة غاليًا، كما تؤكد على أن فلسطينيي الداخل هم المرابطين الحقيقييّن على أرض فلسطين. وأكملت معددة أسباب الثورات العربية جامعة بين أسباب أيدلوجية؛ مجتمعية؛ تكنولوجية وأخرى اقتصادية. وتطرّقت د. أبو بكر بعد ذلك لنتائج الثورات العربية وإسقاطاتها على المجتمع الفلسطيني خاصة، حيث ذكرّت أن تلك الثورات أزاحت غمامة مفاهيم العالم عنا وقامت للمرة الأولى بتصدير مفهوم الديمقراطية للعالم الغربي، كما أشارت إلى أن تلك الثورات أكدت على أن القضية الفلسطينية هي قضية أممية بعد رفع العلم الفلسطيني في كل الثورات، وتطرّقت إلى سقوط "فزّاعة الأخوان المسلمين"، موضحة أن الحركات الإسلامية الراديكالية (على حد تعبيرها) كانت مشاركة في الثورات لكن ليست المخططة لها.
وأنهت د. أبو بكر مداخلتها مؤكدة على أن سقوط الأنظمة الورقية المعتمدة على الشخصيات الروائية أدخلت نظرية جديدة في علم الاجتماع وهي "علم التحوّل" معتمدة على مقولة الخميني "الحكم يدوم مع الكفر لكن لا يدوم مع الظلم"، مؤكدة دعم السلطة الفلسطينية لتلك الثورات.
المداخلة التالية كانت لد. جمال زحالقة حيث شدّد على أن الوقت الحالي هو وقت التشخيص وليس وقت التلخيص، ,وهذا بعد أن وقعت الثورات، مشيرًا أن هذا التشخيص من غير المفترض أن يعتمد على عالم الغيبيات. وقال د. زحالقة في مداخلته أنه مع تحليل الثورات علينا أن نحدد بأي مفهوم نتعامل معها مفضلا تحليلها بالاعتماد على صراع الأجيال وليس بناء على مفاهيم أيدلوجية أو طبقية، مستذكرًا أن معظم القيادات الوطنية بدأت عملها السياسي في جيل صغير جدًا، مثل جورج حبش.
وأكد د. زحالقة على أن قيادة الثورات كانت شبابية وتهدف إلى التغيير حيث استبدَل الفيسبوك المسجد وبدأت التحضير للثورات بالاعتماد على الثورة التكنولوجية.
أما عن موقف حزب التجمع فأكد د. زحالقة على أن الحزب يدعم الثورة بدون "ولكن"، مؤكدًا أنها – أي الثورات - استعملت خطاب دولة كل مواطنيها وهو شعار التجمع؛ وأضاف أن الحزب يدين كل الوسائل القمعية التي استعملت؛ كما وقال أن الحزب يحذر من الطائفية السياسية والاحتراب الداخلي؛ ويطالب بحوار وطني حقيقي يعمل على تنظيم عملية الانتقال للنظام الديمقراطي.
بدوره قدّم د. ثائر أبو صالح تحليلا سياسيًا عميقا تناول من خلاله أسباب الثورة مقدمًا تصورًا مستقبليًا للأحداث، حيث قال د. أبو صالح أن الثورات في العالم العربي بدأت تحديدًا في الأنظمة الجمهورية الثورية دون غيرها. وأوضح على أن تلك الأنظمة تفتقد الشرعية، فالنظام الملكي يستمد الشرعية من ملكيته الخاصة لأرض الدولة كما هو الحال في السعودية مثلا، لكن الأنظمة الجمهورية الثورية استمدت شرعيتها سابقًا من الثورة، لكن ومع بدء نظام التوريث (بشار الأسد مكان حافظ الأسد) فقد النظام الشرعية، رغم أن الأسد حاول استمداد الشرعية من خلال الممانعة ودعم المقاومة.
ولخص د. أبو صالح أسباب الثورة بثلاث: الكرامة؛ التوريث - والذي يعتبر التفاف على القدر؛ والفساد الذي ساهم في فقدان الشرعية. وقال أن من العوامل التي كانت وساهمت في إنجاح الثورة هي سوء إدارة الأزمات من قبل القيادات العربية بعكس ملك المغرب الذي استوعب الثورة.
أما الصحافي عطا ناصر فقد تطرق إلى تجربته الخاصة مشيرًا إلى أنه قام بتغطية 5 ثورات في العالم العربي، منها الثورة الليبية والثورة المصرية. وأوضح الموقف الأمريكي من الثورة، حيث أشار أن الولايات المتحدة، ومن خلال سياستها، تقوم بخدمة إيران فقط، حيث تخلصت من صدام ومن طالبان في آن واحد.
وأشار ناصر إلى أن هنالك تهويلا في تغطية ثورات العالم العربي، حيث رأى خلال تواجده في سوريا- على سبيل المثال- أن معظم الشهادات التي جمعها أشارت إلى أن الأشخاص لم يشاهدوا قوى أمنية تطلق النار على الناس وإنما فروا خوفًا من حدوث أمر كهذا لهم، وفي ليبيا فإن قوات الناتو قامت بإطلاق النار عدة مرات على المعارضة وهذا كان موثقًا بكاميراته الخاصة.
وأوضح ناصر في النهاية على أن الثورات العربية بدأت في الضفة وفلسطين عام 2006 عندما قرر الناخب الفلسطيني بدء الثورة الورقية وإسقاط حكم فتح وانتخاب حماس، كما استمرت عندما دخل سعد الحريري البيت الأبيض فاستقال وزراؤه، ومن ثم وصلت إلى تونس وبدأت عملية تساقط أحجار الدومينو في البلدان العربية.
هذا واختتمت الندوة برد المحاضرين على أسئلة الحضور.