حيادية التحرير تجاه قضايا المرأة
2011-08-14
- من المفضّل أن تعبّر الصحف عن مواقف واضحة تجاه ظواهر اجتماعيّة مختلفة، لا سيّما حينيتعلّق الأمر بالعنف تجاه النساء.
- تأثير الصحافيّات على الخطاب الإعلاميّ وعلى تمثيل النساء لا زال هزيلاً..
عقد مركز إعلام صباح يوم السبت 13 آب، الندوة الثانية من سلسلة ندوات "قضية في الإعلام" والتي يقوم المركز من خلالها بطرح قضايا مجتمعية من كافة المجالات، وقد تركزت الندوة الثانية حول موضوع مكانة المرأة في الصحافة والإعلام.
وجاءت الندوة بالتزامن مع إصدار بحث جديد لمركز إعلام حول صورة المرأة في الصحف العربية القطرية، تحت عنوان"لا زلن خاضعات" ويتمحور في تحليل كمي وكيفي لنتائج رصد عينة من الصحف على مدار تسعة نهايات أسبوع في نهاية العام 2009.
قدمت الندوة الإعلامية ربى ورور، والتي إفتتحت اللقاء بحديث علاقة المرأة بالإعلام، مع الإشارة الى عدد من إستنتاجات بحث مركز إعلام في هذا السياق من العام 2006.
إفتتحت الندوة بعرض مقتضب لأبرز نتائج البحث قدمه معدّا البحث سماح بصول ود. أمل جمّال ، وشمل عددا من الاحصائيات والتحليلات، الى جانب الاستنتاجات والتوصيات.
هذا وقد استضافت الندوة لمناقشة البحث ونتائجه د. هنيدة غانم مدير عام مركز مدار في رام الله والباحثة في العلوم الاجتماعية والتي طرحت عددا من التساؤلات حول منهجيات البحث خصوصا ما يتعلق باخضاع تحليل مكانة المرأة الى ثنائية جنسية تقوم على التضارب والفصل التام بين المرأة والرجل، ونوهت د. غانم الى ان هذه الثنائية لا تتلاءم مع الواقع الاجتماعي والثقافي حتى في المجتمع العربي المحافظ، حيث ان الإعلام التشهيري قلص الفجوة بين النساء والرجال المتجملين. وأشارت د. غانم الى الدور الذي يلعبه الإعلام في الحفاظ على الفصل بين الحيز العام والحيز الخاص والإبقاء على البنية المجتمعية البطركية. وأكدت د. غانم على الحاجة للقيام ببحث مشابه يتطرق لأنماط التغطية في الصحف الحزبية وعدم الإكتفاء بالصحف التجارية.
أما نبيلة اسبنيولي، مديرة مركز الطفولة في الناصرة وناشطة نسوية فقد ركزت في مداخلتها حول المضامين النسوية المطروحة في التغطية الإعلامية ودور الجمعيات النسوية في تغيير الصورة النمطية للمرأة في الصحف. ونوهت الى حاجة البحث لطرح خلفية تاريخية حول دور المرأة في عالم الصحافة الفلسطيني، كما نوهت الى الحاجة لتعريف بعض المصطلحات الواردة في البحث. وأشارت الى أهمية تكاتف جمعيات المجتمع المدني وبناء أجندة مشتركة حول تغطية قضايا المرأة في الإعلام العربي.
لصحافي برنارد طنوس، مدير راديو ناس، تطرق في مداخلته الى وظيفة الإعلام منوها ان الإعلام اليوم غير قادر على تغيير المجتمع لأسباب تتعلق بمحدوديات إقتصادية، حيث أن وسائل الإعلام العربية لا تتمتع بامكانيات مادية تسهل عملها. وإدعى طنوس بأن اعتبارت الإعلام ربحية لا يمكن له أن يأخذ دورًا رياديًا في القضايا الإجتماعية المختلفة بما في ذلك قضايا المرأة. وحسب إعتقاده فان النساء قادرات على التغيير في الإعلام وأخذ دور فعال سواء كن عاملات في حقل الإعلام أو فاعلات في مجالات إجتماعية، قانونية أو حقوقية.
وفي الختام تم فتح باب النقاش بمشاركة الحضور، ومن ثم توزيع نسخ من البحث.
حول البحث
يذكر بان البحث شمل 3213 خبرا، من بينها 677 خبرا متعلق بالنساء. ويهدف البحث الجديد الى استقصاء أنماط التمثيل، من خلال تسليط الضوء على أدوار النساء وحقوقهنّ، كما يتجسّد الأمر في الصحف والمَلاحق المختلفة، ويتمثّل كذلك في مراجعة وفحص التحوّلات الحاصلة في أنماط تغطية النساء مقارَنةً ببحث سابق أجراه مركز "إعلام" في العام 2006.
أبرز إستنتاجات البحث فجاءت على النحو التالي :
- نسبة التمثيل النسائي لا زالت اقل من نسبة النساء في المجتمع .
- ليس ثمّة تواؤُم بين جودةِ التمثيل والارتفاعِ الكمّـيّ للتغطية.
- تأثير الصحافيّات على الخطاب الإعلاميّ وعلى تمثيل النساء لا زال هزيلا.
- غياب أجِنْدة إعلاميّة فاعلة في كلّ ما يتعلّق بمكانة المرأة.
- سياسة التحرير تكتفي بمعلومات مقتضبة في قضايا المرأة.
- سياسة التحرير تتخذ موقفا حياديًا في كل ما يتعلق بمكانة المرأة.
أبرز توصيات البحث فكانت :
- ثمة حاجة الى سياسة تحريرية بغية تغيير المميزات السائدة للتغطية .
- حرِيٌّ بتمثيل النساء أن يشمل تغييرًا جوهريًّا في نوع الشخصيّات المعروضة.
- ينبغي أن تتغيّر النسبة بين المساحةِ التي تشغلها الصورُ ومقدارِ النصّ.
- لا يمكن إخضاع التوازن بين صاحبات الوظائف المختلفة الممثَّلة في الإعلام لاعتبارات الشهرة فقط.
- المجتمع يخوض هو كذلك غمار تحوّلات عميقة ينبغي للخطاب الإعلاميّ أن يعكسها
- من المفضّل أن تعبّر الصحف عن مواقف واضحة تجاه ظواهر اجتماعيّة مختلفة، لا سيّما حين يتعلّق الأمر بالعنف تجاه النساء.