مناظرة، وتخريج الفوج الثاني من طلاب "المناظرة وفن الإقناع"
2013-11-01
اختتامًا لدورات المناظرة التي بدأت مطلع العام الحالي وشارك بها ما يقارب الـ 30 مشاركًا، نظم مركز "إعلام" يوم الجمعة الفائت المناظرة العلنية الأخيرة والتي ناقشت موضوع "الإدارة الذاتية لجهاز التعليم العربي ، مع أو ضد"؟!
عقدت المناظرة في فندق الغاردينيا في الناصرة وحضرها عشرات المعنيين، خاصة من المدّرسين، إضافة إلى طلاب المناظرة، حيث انتهت بتخريج الفوج الثاني لنادي طلاب المناظرة في إعلام وتوزيع الشهادات عليهم من قبل مدير مركز "إعلام" البروفسور أمل جمّال وممثل مؤسسة "هانس زايدل" الألمانية ريتشارد آسبك.
شارك في الفريق المؤيد للمقولة كل من المربي محمد حيادري- رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم؛ بروفيسور رياض إغبارية- رئيس كلية الصيدلة في جامعة بن غوريون؛ وعُدي محاميد طالب مشارك في دورة المناظرة. وفي الفريق المعارض للمقولة شارك كل من د. سعيد برغوثي- مفتش سابق في وزارة المعارف؛ المفتش نصر ابو صافي- مستشار الوزير لقضايا التعليم في المجتمع العربي، ونجيب دراوشة- طالب مشارك في دورة المناظرة.
حيادري: آن الآوان لإقامة مديرية تعليم خاصة للتعليم العربي
واستعرض الفريق المؤيد حججه حيث قال المربي حيادري أن المطلب بإقامة مديرية للتعليم العربي ليس حديثًا وأن سياسة التهميش والإقصاء للتعليم العربي بدأت منذ قيام الدولة. مضيفًا أن الجميع يعرف عن لجنة قضايا الشؤون العربية التي اقامها بن غريون في حكومته والتي حددت لها 3 خيارات: الخيار الأول الصهر (أسرلة العرب)؛ الثاني اللبرلة- دمج مع ابقاء التعليم العربي جسمًا منفصلا؛ والثالث السيطرة والمراقبة. والخيار الأخير تم القبول به والعمل بموجبه حتى اليوم، والذي يعني بالضرورة إقصاء العرب عن مراكز صناعة القرار، في كافة المجالات التربوية والسياسية ايضًا.
ونوه المربي حيادري أنه ورغم السيطرة والرقابة إلا أن عددًا من التحسينات أدخلت على جهاز التعليم العربي؛ مثلا في عام 1987 تم استبدال مدير قسم المعارف للعرب اليهودي بالعربي إلا أنه تم تقييد العرب بعد ذلك وكانوا فقط منفذين للسياسات التربوية دون أية شراكة في وضعها.
وأكد المربي حيادري أنه وبعد دراسة في لجنة قضايا التعليم آن الآوان لإقامة مديرية خاصة للتعليم العربي ضمن وزارة التعليم تتمتع بقدرة على إدارة تعليمنا العربي وتعد شريًكا في وضع المناهج التعليمية والتربوية آخذة بعين الاعتبار خصوصيتنا كأقلية عربية.
د. برغوثي: غير منصف أن نقول أن لا تغيير في جهاز التربية والتعليم
بدوره رد المفتش السابق د. سعيد برغوثي مؤكدًا أن مطلب الإدارة الذاتية شرعيّ لكن هنالك عدة اسباب معيقة لتنفيذه منها أن الإدارة الذاتية تحمل الكثير من المخاطر لتأثرها من عوامل خارجية كثيرة مثل تدخل تيارات حزبية او سلطات محلية عربية في عملها؛ إضافة إلى ذلك نحن مجتمع غير متجانس لا دينيًا ولا ثقافيا ولا على أي مستوى، الأمر الذي يدفع إلى تدخل من كل الفئات بجهاز التربية والتعليم؛ سبب آخر يعيق ذلك، هنالك مطالب أخرى طرحت وحتى الآن لم تتحقق والأجدر بنا أن نعمل على تحقيقها بدل المطالبة بالإدارة الذاتية، على سبيل المثال المطلب بالاعتراف بلجنة متابعة قضايا التعليم العربي كشريك وممثل للتعليم العربي أو تشريع قانون خاص يتعلق بالتعليم العربي.
وقال د. برغوثي ان الإدعاء أن التعليم العربي لم يتغير لا على مستوى المنهاج أو السلطوية هو إدعاء غير منصف مستذكرًا عدة انجازات له حين شغل منصبه، وملخصًا أنه علينا أن نبقى جزءً من جهاز التربية والتعليم الإسرائيلي حاليًا مع الاعتماد على تطوير وتحقيق إنجازات عينية ودفع الأفراد من مربين ومديرين إلى تطوير مبادرات فردية تحقق لنا الكثير من الإنجازات التربوية والقيمية.
ب.اغبارية: لنا هوية ولغة تجمعنا
وعلق بروفسور رياض إغبارية أن مطلب د. برغوثي نابع من فرق الجيل، مؤكدًا أن الجيل القديم في جهاز التربية والتعليم لا زال يهاب التغيير ولا يعي أن المجتمع تغير وبات رافضًا لأية مناهج سلطوية. وردًا على ادعاء د. برغوثي أن مجتمعنا غير متجانس مما يؤدي إلى تدخل عدد من الأطراف في بناء جهاز التعليم العربية ومحاولات لفرض السيطرة قائلا أننا مجتمعٌ يجمعه تاريخ وتراث ومصير وتميّز ونحمل نفس الهم. مؤكدًا أن كل المنظومات الدوليّة تعطينا الحق لنقرر مصير تربية ابنائنا. ومطالبًا: "كفى للتعامل معنا على أساس أقلية، نحن بشر ولنا مطالبنا ومن غير المعقول أن تكون مطالبنا من جهاز التربية والتعليم مشروطة بعددنا في المجتمع" .
بروفسور إغبارية استشهد خلال تفنيده لإدعاءات د.برغوثي بمستوى اللغة العربية في مجتمعنا مؤكدًا أن ما آل إليه وضع اللغة العربية هو بسبب هذا الجهاز الذي لا يضع صلب اهتماماته الحفاظ على الهوية القومية العربية مما يربي دونية عند الطالب تكبر معه طوال الوقت.
المفتش أبو صافي: المشكلة في التعيينات والتوظيفات في جهاز التربية والتعليم
بدوره قال المربي والمفتش نصر ابو صافي نعم للإدارة الذاتية في كل مجالات الحياة بما ضمنها التعليم العربي، مضيفًا أن الإنسان الحر هو الشريك في إدارة حياته. لكن علينا وضع الأحلام جانبًا والحديث على أرض الواقع، هل الموضوع قابل للتحقيق؟!
وأضاف علينا أولا مناقشة الأسباب كيف وصلنا إلى هذا الوضع، هل كنا واعيين للتاريخ وسيرورة الأحداث ؟! مخطئ من يظن أن صراعنا مع التعليم الإسرائيلي على ميزانيات، صراعنا على هوية وتوازن، وهذا ما يجعل تحقيق الإدارة الذاتية ليس سهلا.
وطالب أبو صافي أن نستمر في نضالنا وطرح مطالبنا، مؤكدًا أنها ستحقق في النهاية، طارحًا تجربته، منتقدًا القيّمين العرب على جهاز التربية والتعليم على الرغم من أنه في السنوات الأخيرة طرأ تغيير في توظيف عرب في جهاز التربية والتعليم قادرين على حمل التغيير قدمًا- على حد تعبيره .
الطالبان عُدي محاميد ونجيب درواشة قدما كل من طرفه تلخيصًا لما طرح فريقه من إدعاءات ليتم تصويت الجمهور بعد ذلك وفوز الفريق المؤيد لضرورة إقامة إدارة ذاتية لتعليمنا العربيّ.