"إعلام" ينظم مؤتمر الإعلاميين العرب الـ 3
2014-05-05
· الإعلام الفلسطيني قبل النكبة كان أكثر جرأة
· الإعلام الاجتماعي يعج بالرموز والصور مما قد يحجب مستهلكيه عن العالم الواقعي
· النصوص الادبية والفنون أصبحت محكومة بعدد "اللايكات"!
بالتزامن مع "اليوم العالمي لحرية الصحافة" نظم مركز إعلام يوم السبت الموافق 3.5.2014 مؤتمر الإعلاميين العرب الثالث الذي ناقش التحديات الإجتماعية، الثقافية والسياسية التي تواجه الصحافة المحلية في الداخل الفلسطيني في ظل واقع التمييز ضد الأقلية الفلسطينية وتحديات الإعلام الجديد.
إعلام يتخطى الحواجز....
افتتح المؤتمر بكلمة ترحيبية القاها عضو إدارة مركز إعلام الإعلامي والمحامي سامي مهنا، رحب فيها بالحضور، لتبدأ فيما بعد الجلسة الأولى والتي تطرقت إلى الحراك الشبابي والإعلام الجديد وشارك فيها كل من د. رائف زريق؛ الناشطة المحامية سهير أسعد؛ الناشط المصور تامر خليفة؛ والناشط فادي العبرة وأدارتها الصحافية رشا الحلوة . تناول المتحدثون في مداخلاتهم الأبعاد السياسية والثقافية للحراك الشبابي والاعلام الجديد في الداخل الفلسطيني، متفقين على أن الإعلام الجديد، والذي سُمي أيضًا بصحافة المواطن، تخطى الحواجز التي يفرضها الإعلام التقليدي من عقبات فرضتها المؤسسة الرسمية إلى عقبات فرضتها رؤوس الأموال. كما وأتفق المتحدثون على أن الإعلام الجديد عزز التواصل الفلسطيني - فلسطيني والعربي الفلسطيني. وشدد المشاركون على أن الإعلام الجديد نجح أيضًا بتخطي الهرميات والضوابط الحزبية والمؤسساتية وشكّل بديلا للأداء المرضي للإعلام التقليدي كما قام بإحضار الهامش إلى المركز ونجح في أنسنة القضية الفلسطينية عامةً، و- "برافر" خاصةً.
الورشات المختلفة ...تشخيص وإستناجات
بعد المحور الرئيسي، توزع الحضور إلى 3 ورشات عمل متوازية وهي: ورشة "ثقافة الاعلام واعلام الثقافة" التي أدارها كل من الكاتب علاء حليحل ود. مليحة مسلماني، وتطرقت إلى تاريخ الإعلام الفلسطيني حيث تم التوضيح على أن الإعلام كان مجندًا بشكل كامل للفن والأدب حتى اتفاق "اوسلو" حينها بدأت تحولات في المشهد الثقافي، اساسها عدم احترام المؤسسة الفلسطينية الثقافة كعامل لبناء الهوية. وتطرقت الورشة إلى الانبهار بالإعلام الجديد الأمر الذي ساهم في إنتاج نصوص رديئة يحكم عليها بعدد اللايكات لا بل المضمون. وتطرقت الورشة إلى غياب أدب المقاومة وإلى حالة الانقسام الفلسطيني التي يعيشها الإعلام الثقافي كما وتم التحذير من حالة استكتاب الصحافة الإسرائيلية التي تؤثر سلبًا على المشهد الإعلامي الثقافي. وخلص المشاركون إلى ضرورة العمل على أنشاء منتدى إعلامي ثقافي يعمل على الارتقاء بهذا المجال، وإلى أهمية الإعلام الثقافي في تعزيز وبناء الهوية الجمعيّة الفلسطينية.
اما الورشة الثانية فكانت "تحديات العمل الصحافي للمراسلين الشباب" التي أدارها كل من الاعلامية سناء لهب والصحافي مروان عثامنة، تطرقا من خلالها إلى التحديات والمعيقات والضغوطات التي تواجه الصحفي. وتم التنويه في الورشة أن مرجعية الإعلام هي ضوابطه الأخلاقية والثوابت الوطنية، حيث تعمل الأولى على مهننة الإعلام فيما تعمل الأخرى على تشكيل فضاء هوياتي له. وتم الإشارة خلال الورشة إلى أهم المعيقات في العمل الصحافي من مؤسساتية والتي تميز الصحافي العربي بسبب قوميته؛ مجتمعية وأصحاب رؤوس الأموال. وأتفق على أن الإعلام رسالة وامانة، عليه يجب تهيئة كافة الظروف لنقل تلك الأمانة بصدق إلى جمهور المستهلكين، كما خلص المشاركون إلى ضرورة العمل على تدعيم وتقوية الإعلام المحلي عامةً والصحافي المحلي خاصةً لإنجاح رسالته إلى الجمهور.
اما الورشة الثالثة فكانت ورشة "الإعلام والانتخابات المحلية، هل غاب الرقيب؟!" والتي أدارتها السيدة غيداء ريناوي- مدير جمعية إنجاز والصحافي محمد وتد تطرق المتحدثون إلى وضع الإعلام في الانتخابات الأخيرة، ولا سيما انتخابات الناصرة. وعرضت ريناوي قراءة لأداء الإعلام في تلك الفترة فيما قام الصحافي وتد بتحديد معايير النزاهة الإعلامية في تغطية الانتخابات بمشاركة الحضور والذي أدلى كل بدلوه في المجال. وعبر الجميع عن الاستياء من الإعلام في فترة الانتخابات الأخيرة حيث لوحظ دعم بعض الإعلاميين لمرشحين معيّنين الأمر الذي مس بالمصداقية الإعلامية، وأتفق على ضرورة رفع الوعي للمستهلك أولا وللصحافي ثانيًا في هذا المجال، وإلى ضرورة تعزيز قيمة الحيادية في التغطية الإعلامية.
الإعلام الفلسطيني قبل النكبة كان أكثر جرأة
الجلسة الختامية للمؤتمر تطرقت إلى "معيقات العمل في الإعلام المحلي خاصة في ظل الرقابة الذاتية المتأثرة بالتقييدات الاقتصادية والاجتماعية والقانونية"، أدارت المحور الصحافية هناء محاميد فيما شارك فيه كل من الصحافي وديع عواودة؛ المحامي علاء محاجنة، والصحافي جاكي خوري. وتطرق المشاركون إلى السياق التاريخي لإعلامنا المحلي ومراحل تقدمه مؤكدين أن إعلام النكبة تميز في الجرأة والتحدي، الأمر الذي يغيب عن إعلامنا اليوم. وشخّص المشاركون حالة إعلامنا المحلي بوصفه بالضعيف والذي يحتاج إلى مسار مهننة وتدعيم جدية وخاصة وسط غياب مؤسسات تعليمية تعمل في هذا السياق. كما تطرقوا إلى ظروف العمل الصحافي الإقتصادية، سابقا ولاحقًا، منوهين على ضرورة تحسين تلك الظروف للإرتقاء بالعمل الصحافي أسوة بالزملاء في الصحافة العبرية. إلى ذلك، تطرق المشاركون إلى التقييدات القانونية على العمل الصحافي خاصة أوامر منع من النشر ودعاوى القذف والتشهير مؤكدين على أن هنالك ضرورة البحث عن منافذ لتخطي تلك الأوامر خاصة وأن الإعلام الأجنبي، غير الملزم بالقانون الإسرائيلي، يسارع دائما إلى نشر تلك الحقائق والمعلومات .