الإعلام الإسرائيلي ينكر نكبة فلسطين والمسؤولية الأخلاقية عنها
2014-05-15
• الإعلام الإسرائيلي يعكس مقولات رسمية تنكر النكبة
• إزدياد الحراك الفلسطيني يفرض النكبة على الأجندة الإسرائيلية
• تباين ما بين إنكار النكبة وإنكار المسؤولية لحدوثها
• معظم الأخبار ترى في النكبة تهديد مستمر يهدف لنزع الشرعية عن إسرائيل
بالتزامن مع الذكرى الـ 66 لنكبة الشعب الفلسطيني، يصدر عن مركز "إعلام" خلال الأيام القريبة بحث جديد بعنوان "نكبة فلسطين في أوساط الجمهور الإسرائيلي: أنماط الإنكار والمسؤولية" للبروفيسور أمل جمّال وسماح بصول. يعتمد البحث على رصد وتحليل المقالات والأخبار التي تطرقت للنكبة ونشرت في الإعلام العبري خلال السنوات 2008 حتى 2012 ووصل عددها الى 318 مقالًا وخبرًا نشرت في الصحف: هآرتس، يديعوت أحرونوت، معاريف، يسرائيل هيوم وهموديع.
تكمن أهمية البحث في توفيره قراءة لمساحة المعرفة والوعي الإسرائيلي في كل ما يتعلق بالنكبة وطرق التعامل معها على الصعيدين الشعبي والرسمي.
أظهرت النتائج أن الكم الاكبر من المقالات والاخبار المتعلقة بالنكبة نشرت في العام 2011 حين إجتاز الفلسطينيون من مخيمات اللاجئين في سوريا الحدود مع إسرائيل خلال إحيائهم لذكرى النكبة، الامر الذي يؤكد ان الحراك الفلسطيني واحياء ذكرى النكبة بطرق مبتكرة وغير مألوفة له أثر كبير على الجمهور والاعلام الإسرائيلي، وكلما إزداد الحراك والتمسك بالرواية الفلسطينية يزداد الإهتمام بالرواية الفلسطينية عالميًا، وكذلك إسرائيليًا سواء على الصعيد الرسمي او الإعلامي، لكنه يقابل في معظم الحالات بإنكار النكبة.
اما على الصعيد التحليلي لمضامين الاخبار والمقالات المنشورة، يُظهر البحث ان هناك خمسة أشكال لكيفية تعامل الجمهور الإسرائيلي مع موضوع النكبة وهي:
- إنكار النكبة والتعامل معها كإختراع لدعم الدعاية الفلسطينية وتزوير التاريخ.
- إنكار المسؤولية لحدوث النكبة وليس إنكار حدوثها.
- النكبة هي حدث تراجيدي مستمر حتى يومنا هذا.
- النكبة هي تهديد مستمر يهدف لنزع الشرعية عن إسرائيل.
- النكبة هي ذاكرة جمعية يجب إحترامها.
برز من خلال النتائج ان هناك تباينًا ما بين انكار النكبة وانكار المسؤولية لحدوثها، لكن الكم الاكبر من الاخبار يرى في النكبة تهديد مستمر يهدف لنزع الشرعية عن إسرائيل، وهذا ليس بالأمر المفاجئ في ظل تعاظم التعامل السلبي من قبل المؤسسة الإسرائيلية مع موضوع النكبة والمتمثل بسلسلة من القوانين وعلى رأسها "قانون أساس – الميزانيات" الذي ينص بمعاقبة المؤسسات والجمعيات التي تعتبر يوم "الإستقلال" كيوم حداد او حزن.
اما إسقاطات انكار النكبة او انكار المسؤولية لحدوثها فتتمثل بمحاولات محاربة الذاكرة الجماعية والرواية الفلسطينية وما يترتب على ذلك من حملات إعلامية تبرزها كأكذوبة، الى جانب محاولات طمس ما تبقى من معالم القرى الفلسطينية المهدمّة.
ويتضح من خلال البحث ان هناك ستة دوافع أساسية لانكار النكبة تتلخص في ما يلي:
- أيديولوجية، تعكس التخوف من زعزعة الفكر الصهيوني.
- أخلاقية، تتعلق بانكار إسرائيل المسؤولية الأخلاقية لحدوث النكبة.
- نفسية، تتعلق بالحفاظ على كون اليهود ضحية.
- إستراتيجية، تتعلق بتملص إسرائيل من المسؤولية في قضية اللاجئين الفلسطينيين وكونهم مركب أساسي لحل النزاع.
- قانونية، تكمن في الخوف من محاسبة ومقاضاة الإسرائيليين المسؤولين عن حدوث النكبة وفتح النقاش في الحق على الأرض وأملاك اللاجئين.
- دبلوماسية، تتعلق بوضع إسرائيل في موقف دفاعي يعزز الموقف الفلسطيني.
الى جانب تعاظم إنكار النكبة البارز جليًا في الإعلام الإسرائيلي، نجد أن هناك كم لا بأس به من المقالات والأخبار التي تتطرق للنكبة كحدث تراجيدي ومأساة شعب، لكن هذه التعددية في الآراء ما هي الا محاولة لتصوير الخطاب الاعلامي والجماهيري الإسرائيلي على أنه موضوعي، لكنها في حقيقة الأمر محاولة لتبييض صفحة الإنكار الممنهج والممؤسس.
من الجدير ذكره بأن ندوة خاصة لعرض نتائج البحث بمشاركة مجموعة من الصحافيين والاكاديميين ستعقد في مدينة يافا نهاية شهر أيار الحالي كجزء من الفعاليات لاحياء ذكرى النكبة الـ 66.