"الهاشتاغ"، نوع من أنواع المقاومة
2014-07-02
ضمن دورات المناظرة التي ينظمها مركز "إعلام"، عقد يوم السبت الماضي في فندق العين في الناصرة مناظرة خاصة تحت عنوان "حراكنا الشعبي والجماهيري تحول من فعليّ إلى إفتراضيّ؟!".
حضر المناظرة العشرات من الشباب المهتم في الموضوع، فيما شارك فيها كل من المختصة والناشطة النسوية هبة يزبك المؤيدة للمقولة الى جانب المشاركان في دورة المناظرة ميرنا صافية والمحامي محمد ابو أحمد. فيما عارض المقولة كل من المختصة والناشطة الحقوقية جنان عبده الى جانب المشاركان بدورة المناظرة جهاد حرب وسنبلة علاء الدين.
وعرض كل فريق حججه وإدعاءاته فيما يتعلق بالمقولة مستندين الى معلومات محتلنة، ومتفقين على أن الداخل الفلسطيني يشهد حراكًا شعبيًا يتصدى لكل المخططات السلطوية بكافة أشكالها، كما يقوم هذا الحراك برفع الوعي المجتمعي لقضايا فلسطينية حارقة، مثل مساندة الأسرى في مطالبهم العادلة، لكن يختلف الفريقان على آليات وسبل النضال وتحولها من فعلية إلى افتراضية- على صفحات التواصل الإجتماعي.
أوضح الفريق المؤيد للمقولة أن 74% من مجتمعنا يبحر اليوم في شبكة الانترنت وله حساب خاص على الفيسبوك، وهذا دفع نحو قيادة النضال بكافة أشكاله على صفحات التواصل الاجتماعي، ويأت هذا ضمن حالة التراخي السياسي التي تشهدها المرحلة الحالية. وأكد الفريق المؤيد أنه لا يرى ضرر بقيادة النضال على صفحات الفيسبوك، على العكس فهذا يعزز الوعي المجتمعي للقضايا ويصل إلى شرائح مجتمعية أوسع من أرض الواقع، إلا أنه يخشى أن الناشط الفلسطيني بات يكتفي بالـ "لايك" والـ "Going" -المقصود الدعم الفيسبوكي- وليس المشاركة فعليًا في الميدان. وعزز الفريق المؤيد ادعائه بالحملة الأخيرة الداعمة للأسرى على الفيسبوك والتي وصلت إلى مئات الآلاف فيما يصل إلى مظاهرة ميدانية فقط عشرات النشطاء.
الفريق المعارض للمقولة تطرق إلى النشاطات الوطنية في السابق وكيف كان يتم التجنيد لها، موضحًا أنه في معظم النشاطات كان الحضور مشابه لحضور اليوم، لكن يجب التشديد على أنه اليوم هنالك نموذج جديد للحراك أقوى أوسع وأشمل، وأستطاع أن يصل إلى عدد هائل من الشباب. وأعتبر الفريق المعارض أن الحراك الإفتراضي هو أيضًا نوع من أنواع المقاومة فهو يعمل على تغيير الوعي وتوجيه وترسيخ الثوابت الوطنية. وأستشهد الفريق المعارض بالتغييرات في العالم العربي والتي تم الدفع لها من قبل الحراكات المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي.
انتهت المناظرة بفوز الفريق المعارض الذي استطاع أن يقنع لجنة الحكام المكونة من الصحافي عطا فرحات، الناشطة دينا دراوشة والصحافية خلود مصالحة بقوة إدعائه بنسبة تعدت الـ 80% مقارنة بالـ 60% للفريق المؤيد.
بقي أن نشير أن الناشطة نورا منصور قامت بتدريب المتناظرين وأن هذه المناظرة هي الأولى من سلسلة مناظرات علنية ينظمها مركز "إعلام" وسيتم الإعلان عنها لاحقا.