جديد آليات إنتاج عرب هادئون
2010-12-23
جديد آليات إنتاج عرب هادئون
أصدر مركز "إعلام" مؤخرًا تقرير بعنوان "آليات إنتاج عرب هادئون"، ويعّد التقرير دراسة تحليلية لمدير مركز "إعلام" والمحاضر في جامعة تل ابيب، د. أمل جمّال، حول دور اليهود الشرقيين في الصحافة الحكومية الإسرائيلية باللغة العربية والمعارضة الفلسطينية لها. حيث أظهرت الدراسة مساهمة اليهود الشرقيين في الإعلام الإسرائيلي باللغة العربية في عملية إعادة جَتْمَعة المواطنين الفلسطينيين، هذا بعد أن سعت إسرائيل إلى محو الذاكرة التاريخية للأقلية العربية، والتي ربطتها بماضيها الفلسطيني. وتنشئتها على قبول تجزئة الشعب الفلسطيني. وكانت إسرائيل قد استعملت وسائل ومنظومات مختلفة للقيام بـ"تنظيم هوياّتي" لغرض بناء هوية عربية جديدة خاضعة لبناء الأمة الصهيونية، ومنتجة اقلية "هادئة" تقبل "مصيرها" ضمن مشروع بناء الأمة الهائل للدولة الإسرائيلية ـ اليهودية.
وذكرت الدراسة سعي الإعلام الخاضع لسيطرة الدولة إلى بناء حيز عام ودود للمشروع الصهيوني من أجل بناء الأمة، والذي لعب فيه اليهود من أصل شرقي دورًا هامًا في تحقيق هذا الهدف، من خلال ترسيخ الانطباع بأن الخدمات التي وفروها إنما كانت لسد الاحتياجات الحقيقية للمجتمع العربي نفسه.
وأشارت الدراسة إلى أن مؤسسات صحافية مختلفة، وبالأساس صحيفتا "اليوم" و"الأنباء"، تحولتا إلى منبر مركزي تم بواسطته تحقيق هذا الهدف. وسيطر على هذه المؤسسات الإعلامية محررون وصحافيون يهود من أصل عربي، تعاونوا بشكل وثيق مع وكالات حكومية هدفها تحقيق التسليم بالأمر الواقع في المجتمع العربي، وإنتاج مضامين دعائية موجّهة للعالم العربي. كانت الغاية الأساسية لهذه المضامين الدعائية إظهار الأقلية العربية الفلسطينية وكأنها تعيش بسلام وراحة بال مع الدولة اليهودية، حيث تتعامل هذه الدولة مع "أبنائها (الأقلية) كمساوين للمواطنين اليهود".
وبينّت الدراسة أن ظهور "الاتحاد" في السنوات الأولى للدولة أشار إلى أن معارضة السياسات الإسرائيلية بدأت منذ الأيام الأولى للدولة، خلافًا لما هو شائع في الأدبيات البحثية. فبينت الدراسة أن "يوم الأرض" (سجل كحدث مفصلي مصمم في آذار 1976) لم يكن بداية للنضال العربي المناهض لسياسة السيطرة التي اعتمدتها الدولة، وإنما هو ذروة صيرورة بدأت تنشأ قبل ذلك بسنوات.