عقد ندوة تناقش المكانة الإستراتيجية للمجتمع الفلسطيني داخل الـ 48
2016-09-08
بعد إصدار تقرير "التفكير الاستراتيجي":
عقد ندوة تناقش المكانة الإستراتيجية للمجتمع الفلسطيني داخل الـ 48
نظم مركز "إعلام" بالتعاون مع المكتبة العامة (يافة الناصرة) ومجلس يافة الناصرة ، الثلاثاء، ندوة بعنوان "المكانة الإستراتيجية للمجتمع الفلسطيني في الداخل - الحاجة للتفكير من جديد".
وشارك في الندوة كل من النائب أيمن عودة- رئيس القائمة المشتركة، بروفيسور راسم خمايسي- مخطط مدن ومحاضر في جامعة حيفا، السيدة همّت زعبي- طالبة دكتوراة في العلوم الاجتماعية جامعة بئر السبع، والمحامي عمران كنانة- رئيس المجلس المحلي في يافة الناصرة، في حين قام بروفيسور أمل جمال- مدير مركز إعلام بإدارة الندوة.
وبدأت الندوة بكلمةٍ ترحيبية قدمها مدير المكتبة العامة الأستاذ علي الصالح شاكرًا الحضور على التفاعل والتجاوب، فيما أستعرض بروفيسور أمل جمّال فكرة الندوة التي اعتمدت بالأساس على تقرير تم إصداره مؤخرًا تحت عنوان "التقرير الإستراتيجي للعرب الفلسطينيين في إسرائيل- سيناريوهات محتملة"، والذي عمل على إعدادهِ نخبة من الباحثين العرب ضمن مشروع "مجموعة أوكسفورد" ومنهم؛ د. بشير بشير، بروفسور أمل جمّال، د. رائف زريق، بروفسور راسم خمايسي،الباحث مرزوق حلبي، د. مرام مصاروة، وطالبة الدكتوراه عرين هواري، فيما قام بمراجعته والتعليق عليه عددٌ آخر من الباحثين والمحاضرين.
وأوضح بروفيسور جمّال أن هذا التقرير يُشكّل مقاربة جادّة في تحليل أوضاع العرب الفلسطينيّين في إسرائيل ضمن سياق المنظومة السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة المحلّيّة والإقليميّة، ولاحقا السعي المدروس لرصد ما يُمكن أن يتطوّر من سيناريوهات تعكس تطلّعاتهم نحو تغيير الواقع، أو أخرى يُضطرّون إلى مواجهتها أو اعتراضها في إطار ضمان مصالحهم وحمايتها.
كما وأكد بروفيسور جمّال أن فريق التفكير الإستراتيجيّ يرى أنّ التقرير الذي وضعه فاتحةٌ لمناقشات ومداولات منهجيّة منظّمة في مستوى القيادات والنُّخَب، وفي مستوى الحقول الاجتماعيّة والأكاديميّة أيضًا، الأمر الذي دفع إلى عقدِ الندوة في يافة الناصرة، وندوات أخرى ستعقد مستقبلا في رام الله والقدس وحيفا.
وبيّن جمّال أن التقرير أنطلق في عمله معتمدًا على السمات؛ قلّة تجارب التفكير الإستراتيجيّ لدى العرب الفلسطينيّين، وغياب اجتهادات مشابهة في المجال علمًا أنه كانت وثائق رؤيوية تصورية إلا أنها حملت "حلولا وتطلعات" فيما يطرح التقرير "إمكانيات الحلول على أرض الواقع".
وأوضح بروفيسور جمال أنّ التقرير الحالي أخذ بعين الاعتبار التحولات الجذرية في المستويات المختلفة؛ محليّة، أقليمية ودولية كما وتطرق وبشكل معمق إلى السيناريوهات المحتملة للواقع لفلسطيني الـ 48 منها؛ مع أو بدون تطبيق تسوية سياسية محتملة بين إسرائيل وفلسطين ومع احتمالية تأسيس دولتين لشعبين أو دولة واحدة متعددة القوميات.
وفي كلمتها شخصت الباحثة همّت زعبي واقع فلسطيني الـ48 الحاليّ، متطرقة إلى التحديات التي يواجهها المجتمع الفلسطيني في إسرائيل، سواءً على الصعيد السياسي وتشكل تيار إسرائيلي يميني إقصائي وعدائي للعرب وآخر ليبرالي يُساوم الفلسطيني مشترطًا المواطنة والحصول على خدمات مقابل المس بهويته الفلسطينية وقوميته، إلى التحديات المجتمعية الداخلية من طائفية وحمائلية ومهمشة لحقوق المرأة وسط تنامي وتعاظم للتيار الديني، إلى تحديات على صعيد العربي وما يشهده في الآونة الأخيرة من تحولات أقليمية.
وخلصت زعبي إلى ضرورة التفكير بمسؤولية القائمة المشتركة ولجنة المتابعة تجاه ما ذكر من تحديات متطرقة ايضًا إلى مشاكل بنيوية في ادارة تلك المؤسسات التمثيلية لفلسطيني الـ 48.
بدوره تطرق بدايةّ النائب أيمن عودة إلى أدوار المفكر والسياسيّ، حيث تحرك الأول الرؤيا فيما يناور الأخير ما بين الأساسي والثانوي للجماهير التي يمثلها مشددًا على أنّ الصورة الأمثل هي أن يكون المفكر ايضًا سياسيّ.
وعدد النائب عودة ايضًا التحديات الماثلة أمام الجماهير الفلسطينية في إسرائيل مركزًا في خطابه على ضرورة التفكير في آليات النضال ولربما تجديد الآليات المطروحة حاليًا بعد التمّعن في مدى قدرتها أو قصورها على تحقيق الأهداف التي يصبو إليها المجتمع الفلسطيني في الداخل.
وفي خضم الحديث عن آليات النضال أوضح عودة أنها دون أدنى شك ترتكز على اساسيّن؛ الأول "لا حل دون إنهاء الاحتلال" والثاني "لا مساواة مدنية دون مساواة قومية تامة". كما وتأخذ بعين الاعتبار بعدين مهميّن، الأول اقتصاديّ والثاني ايجاد التقاطعات المبنية على المصالح مع قوى في اليسار الإسرائيلي.
وشدد النائب عودة على أهمية النضال الكفاحي إلا أنه أوضح أنّ للنضال الشعبي نتائج قادر على التأثير على واقعنا بصورة أكبر أحيانًا فعلى سبيل المثال معاقبة شركة الكهرباء لعدم تشغليها العرب بعدم استهلاك الكهرباء يوميًا لمدة ساعة قادر على أنّ يخسرها مبلغ 3 ملايين شيكل مما سيدفعها حتمًا للتفكير مليًا في تشغيل أو عدم تشغيل عرب في هذه الحالة.
اما المحامي عمران كنانة، فقد أثنى على فكرة التقرير وأهميته خاصةً في واقعنا الحاليّ. وأوضح المحامي كنانة أنه ومع التطور التكنولوجي ألذي بدأنا نلمسه ونلحظه في السنوات الأخيرة لا مكان للعشوائية وأنّ هنالك ضرورة للعمل على بناء رؤيا تقود جماهيرنا إلى بر الآمان.
وعزز المحامي كنانة هذا الطرح بطريقة العمل التي يتبناها حاليًا في المجلس المحلي مؤكدًا أنّه وبعد غياب هوية قرانا، المكانية والزمانية، وعدم تحولها إلى مدن عصرية مع فقدان مبناها الفلسطيني التاريخي، طغت الحاجة إلى استشارة طواقم مهنية مختصة قادرة على التفكير والتخطيط والنهوض بتلك القرى مع وضع تصور واضح لشكلها ومبناها بعد 20 عامًا من اليوم وليس فقط في السنوات الـ 5 القريبة.
ومختتمًا الندوة، شدد بروفيسور راسم خمايسي على أهمية التقرير مؤكدًا أنه وخلال العمل عليه لمس مدى الصعوبة التي رافقته، سواءً في مراحل التشخيص أو الكتابة أو حتى اختيار المصطلحات، إلا أنه اوضح أهمية تنمية الفكر الإستراتيجي على أمل أن نطرح حلول قادرة على حل مشاكلنا.
وأنتقد بروفيسور خمايسي بشدة الإحلالية في الوظائف التي يحملها قادتنا فالسياسي هو المفكر وهو المختص وما إلى ذلك، مشددًا على أهمية بناء تخصصات وإشراك كافة الأطر المجتمعية في بناء رؤيا وتصور لمشاكلنا الأمر الذي يساهم- حد تعبيره- في صناعة ليونة في التفكير ويخرجنا من مأزق الكسل الذهني الذي نعيش فيه.