هل خطط الشاباك لاغتيال رائد صلاح؟
2013-05-01
محمد وتد ، نشر في موقع الجزيرة ، 08.01.2013
يترقب مركز ميزان لحقوق الإنسان بالداخل الفلسطيني قرار هيئة قضاة المحكمة الإدارية بالقدس المحتلة لتحديد موعد للتداول بالالتماس الذي تقدم به المحامي محمد اغبارية لاستصدار أمر احترازي يلزم المستشار القضائي للحكومة يهودا فاينشتين بالكشف عن الوثائق والمعلومات التي تشير إلى أن جهاز الأمن العام "شاباك" خطط لاغتيال رئيس الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح.
واعتمد مقدمو الالتماس على قانون "حرية كشف المعلومات من العام 1998" ويأتي تقديمه بعد امتناع المستشار القضائي للحكومة عن الرد على توجهات الشيخ صلاح للكشف عن المعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية في يوليو/تموز 2010 حول مخطط "الشاباك" لاغتيال الشيخ صلاح دون أي نفي من المخابرات الإسرائيلية. فحينها اعتقل مستوطن للتحقيق بشبهة ضلوعه بقتل فلسطينيين، وخلال التحقيق معه عرض عليه محقق المخابرات اغتيال الشيخ صلاح.
وتتناغم هذه المعلومات مع أحداث أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة في مايو/أيار 2010 التي كان على متنها الشيخ صلاح، حيث انتشرت حينها معلومات عن اغتياله خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي للأسطول، وهي معلومات سارعت إسرائيل لنفيها بعد احتقان وتوتر بأراضي 48.
لكن اتضح لاحقا بأن أحد القتلى الأتراك يشبه لحد كبير الشيخ صلاح مما يرشح بأن الوحدة العسكرية أخطأت الهدف.
قناعات وقرائن
وبين رئيس الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني الدوافع من وراء تقديم الالتماس، مؤكدا أنها تندرج ضمن القناعات بضرورة تبني واعتماد سياسة لمطاردة المؤسسة الإسرائيلية وعدم التعامل معها من منطلق الدفاع.
وقال للجزيرة نت إن جميع القرائن حول مخططات استهدافه وتصفيته تدعم بعضها البعض، فهي دلائل تؤكد أن هناك استهدافا مبيتا من قبل المؤسسة الإسرائيلية لاغتياله وتشويه صورته، ناهيك عن المزيد من القرائن التي يمكن الكشف عنها خلال إجراءات المحاكمة والدعوى التي يحركها مركز الميزان.
وأكد أنه يتعرض لمطاردة قانونية، حيث تحرك ضده العديد من الملفات بمحاولة من المؤسسة الإسرائيلية للإبقاء عليه لأطول فترة بالأسر والسجون.
وقال إن هناك استهدافا يصل إلى حد التفكير بالتصفية والاغتيال، وهذا ما كان بأسطول الحرية وستكشف تفاصيله خلال المحاكمة والدعوى التي رفعت ضد المستشار القضائي للحكومة.
وكشف الشيخ صلاح عن تعرضه لحملة تشكيك وتشويه السمعة من قبل المؤسسة الإسرائيلية حين أتى تاجر مخدرات عربي واعترف أمام محام بأن بعض عناصر المخابرات الإسرائيلية طلبوا منه أن ينتظر خروج الشيخ صلاح من المسجد ليتظاهر بأنه يريد أن يعانقه ويضع خلال ذلك المخدرات في جيبه لتصل دورية شرطية تترقب المكان وتقوم بتفتيشه لتعثر على المخدرات بحوزته. لكن هذا التاجر رفض القيام بذلك مقابل إغلاق ملفات أمنية وجنائية تحرك ضده.
مخطط الاغتيال
بدوره، استعرض مقدم الالتماس المحامي محمد اغبارية حيثيات الملف حول محاولة اغتيال الشيخ صلاح اعتمادا على معلومات نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلي أكدت من خلالها بأن أحد محققي الشاباك الملقب بـ "دادا" اقترح على مستوطن يدعي "حاييم فيرلمان" -اخضع للتحقيق بشبهة قتل فلسطينيين- تصفية الشيخ صلاح بعدة طرق إما بإطلاق الرصاص أو وضع عبوة ناسفة بسيارته.
وأكد اغبارية للجزيرة نت أن ما كشف عنه من معلومات دون نفي من المخابرات وامتناع المستشار القضائي للحكومة الرد على توجهاتنا بالكشف عن المعلومات وفحصها ليتسنى للشيخ صلاح دراسة خطواته القانونية والقضائية وتوفير السبل العملية لحماية نفسه، يشير إلى أن هناك خطرا حقيقيا على حياة الشيخ تتحمل تبعاته ومسؤوليته المباشرة المؤسسات الأمنية الإسرائيلية.
وذكر أن المستوطن المدعو فيرمان اعترف بأنه كان يعمل لدى المخابرات الإسرائيلية التي أكدت بدورها صحة هذه الأقوال، لكن دون أي نفي لصحة المعلومات التي أوردها المستوطن بخصوص ما عرضه عليه محقق المخابرات من مخطط لتصفية الشيخ صلاح، حيث ادعى أن المحادثات مع المحقق حول مخطط الاغتيال مسجلة وموثقة.